البدانة المرضية

تعتبر البدانة المرضية داء القرن الواحد والحشرين

ما هي البدانة المرضية؟

البدانة هي تراكم الطاقة الزائد في الجسم على شكل دهون ويتراوح  خطر تراكم الدهون على كمية تراكمها وثقلها في منطقة معينة. يشكل تراكم الكتل الدهنية في المنطقة العلوية من جسم الإنسان خطراً كبيراً على الصحة قد يسبب التعرض للأمراض القلبية أو أمراض الأوعية الدموية  الدماغية.

في منطقة الجسم الوسطى يمكن أن تتراكم الدهون في الرقبة والجذع والوجه والجزء العلوي من البطن (الحالة الأكثر شيوعا عند الرجال) المعرضين بشكل أكبر لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري.والبدانة المحيطية  هي تراكم الدهون في الجزء الأسفل من الجسم: الوركين والأرداف والفخذين (الأكثر شيوعا عند النساء) المعانيات من توسع الأوردة في الساقين وهشاشة العظام في الركبتين والعمود الفقري.

ولذلك تعتبر البدانة من الأمراض الخطيرة الناتجة عن امتصاص كمية كبيرة من السعرات الحرارية وقلة حرقها (عن طريق النشاط الجسدي والتمارين الرياضية) وهذا يؤدي إلى تراكم الطاقة على شكل دهون. وهو مرض يؤدي إلى ظهور أمراض أخرى في جسم المريض قد تعرض حياته للخطر ومنها: داء السكري و ارتفاع ضغط الدم, وارتفاع الكولسترول والدهون الثلاثية في الدم, أمراض القلب (الذبحة الصدرية وعدم انتظام ضربات القلب والجلطات) ومشاكل في التنفس (الشخير وتوقف التنفس أثناء النوم والحاجة لأجهزة تساعد على التنفس في بعض الأحيان), داء مفاصل الركبة وآلامها, توسع الأوردة في الأطراف السفلية, سلس البول..إلخ. وهو مرض مزمن لأنه مرض طويل المدى لا تساعد الحميات الغذائية المتبعة على العلاج منه لأن المريض يستعيد في العادة الوزن المفقود مع الحمية بمرور الوقت.

كيف نقيس البدانة؟

إن وزن 100 كلغ لشخص يصل طوله إلى 170 سم لا يشابه نفس الوزن لشخص طوله 155 سم.

ولذلك يستعمل الأطباء وأخصائيي التغذية طريقة حساب معيار الكتلة الجسدية ( وهو ما يسمى بالإنكليزية

(Body Mass Index)

 وكذلك معيار كيتلي وهو عبارة عن طريقة قياس درجة البدانة  ومعيارها عند شخص ما. وهو رقم نحصل عليه بتقسيم وزن الشخص

(بالكيلوغرام) على طوله (ارتفاعه) مربعاً (بالمتر). يستعمل معيار الكتلة الجسدية هذا للبالغين والمراهقين ويحسب كالتالي:

 

مؤشر الكتلة الجسدية

الوزن المثالي: الكتلة الجسدية بين 19 و 25

زيادة وزن بسيطة: الكتلة الجسدية بين 25 و 30

بدانة قليلة: الكتلة الجسدية بين 30 و 35

بدانة خطيرة: الكتلة الجسدية بين 35 و 40

بدانة مرضية: الكتلة الجسدية بين 40 و 50

بدانة مرضية خطيرة أو قصوى: الكتلة الجسدية بين 50 و 60

 

للحصول على نسبة الكتلة الجسدية الخاصة بك يمكنك ادخال بياناتك في حاسبة الكتلة الجسدية في موقعنا

إن البدانة المرضية هي البدانة التي تزيد كتلتها الجسدية على 40 درجة. نجدها في القائمة بعد البدانة الخطيرة  وستظهر على الشخص المصاب بها جميع الأعراض المتعلقة بهذا المرض والتي ذكرناها سابقاً.

يحاول عادة المصابون بهذا المرض العديد من الطرق والوسائل لخفض وزنهم بدءاً من الحميات القوية وحتى الأدوية وعمليات شفط الدهون أو زرع البالون المعوي.

وقد تم التأكد في يومنا الحالي أن الحل الوحيد للشفاء من هذا النوع من الأمراض هو التعرض لعملية جراحية خاصة بالبدانة (تقنيات جراحية تستخدم للشفاء من البدانة ).

الحالات المذكورة فيما يلي تلخص المرضى الواجب اجراء العملية الجراحية لهم:

مرضى يزيد مؤشر كتلتهم الجسدية على 35 مصابين بأمراض متصلة بالبدانة كالسكري والضغط العالي ..إلخ.

مرضى يزيد مؤشر كتلتهم الجسدية على 40 بالرغم من عدم إصابتهم في الوقت الحالي بأمراض متصلة بالبدانة, لأنهم في العادة  معرضين للإصابة بها في المستقبل.

تم تحديد هذه الحالات من قبل اتحاد جراحة البدانة الدولية.

واعتماداً على خبرتنا التي تزيد على ثلاثة آلاف عملية جراحية في مجال البدانة نشرح فيما يلي التقنيات الجراحية المختلفة التي نقوم بتطبيقها (عمليات جراحية) وفوائدها وأضرارها كي يتمكن المرضى والأطباء من التعرف عليها.

 

جراحة البدانة المرضية

 جراحة البدانة

إنها عبارة عن التقنيات الجراحية أو العمليات المستعملة لعلاج حالات زيادة الوزن والسمنة.  هدف العملية الأساسي هو التقليل من السعرات الحرارية الداخلة إلى الجسم والتقليل في الوقت ذاته من امتصاص المواد الغذائية فيه. وانطلاقاً من هذه الفكرة انتشرت جراحات تقليص المعدة وتصغير حجمها والجراحات الهادفة إلى الحد من امتصاص المواد الغذائية والتي تعمل على الأمعاء مباشرة بخلق جسر بينها والجراحات المختلطة التي تجمع بين كلا التقنيتين السابقتين.

وهناك طريقتين للقيام بهذه العمليات, أولها جراحة البطن (وهي العملية التقليدية بفتح البطن) وجراحة المنظار (دون فتح). تتم العملية الأخيرة بفتح 5 ثقوب صغيرة في الجسم يتراوح حجمها بين 5 و 12 ملم ويقوم الجراح بنفس العملية وتطبيق نفس تقنيات العمليات المفتوحة من خلال هذه الفتحات.

تساعد الجراحة بالمنظار على التخفيف والحد من المخاطر التي قد تنتج عن الجراحة المفتوحة كالالتهابات التي قد تتعرض لها الجروح, بسبب زيادة الأنسجة الدهنية في هذه الجروح والفتق الجراحي ومشاكل في الجهاز التنفسي والجلطات التي قد تظهر بسبب بدء المريض بالمشي والتعافي السابق لوقته. بالإضافة إلى الندبات والألم بعد العملية الجراحية.

 

تقنيات تقليص المعدة

تقليص حجم المعدة إلى 20 أو 30 مرة من حجمها قبل العملية.

يتم استعمال ثلاث تقنيات في يومنا الحالي:

 

جراحة المعدة بالحلقات العمودية:يتم خرز القسم العلوي من المعدة في منطقة الانحناء الأصغر وخلق خزان صغير بحجم 30 سم مكعب حيث تركب الطبقة المحيطة للخزان.

الشريط المعوي: الحلقة (الشريط أو الحزام المعوي): يتم تركيب شريط أو حلقة حول القسم العلوي من المعدة  مما يسمح بتضييق الفتحة المعوية وبذلك التقليل من كميات الطعام التي يتناولها المريض.

  استئصال المعدة الأنبوبي (الأنبوب المعوي أو السليف): يتم تقسيم المعدة بهذه العملية وتحويلها إلى ممر عمودي أو أنبوب مطول وإزالة جزء من المعدة وبذلك فهي عملية لا يمكن الرجوع فيها.

 

تمثل العمليات التي تعتمد بشكل حصري على تقليص المعدة مشكلة هامة وهي: في 3 من كل 4 حالات يسترجع المرضى الوزن المفقود ويعود وزنهم إلى ما كان عليه قبل العملية ولذلك لا ننصح باستعمال هذه العمليات كعلاج بدائي أو وحيد. ويمكن تطبيق هذه العمليات كخطوة أولى في المرضى المعانين من بدانة قصوى قبل القيام بعملية مختلطة.

يعتاد المرضى في هذه الحالة على تناول أطعمة سهلة الهضم وبكميات كبيرة وذلك بسبب عدم تعديل قدرة الجسم على امتصاص المواد الغذائية, مما يساعد استعادة الوزن بسرعة. ولذلك يجب على المريض الذي يقبل الخضوع لهذا النوع  من العمليات أن يفكر في تغيير حميته الغذائية و عاداته بشكل كامل وان يتعلم تناول الطعام  من جديد (من حيث النوع والكمية والتوقيت وعدد الوجبات), بالإضافة إلى أهمية ممارسة التمارين الرياضية.

إعادة تشكيل المعدة: وهي تقنية يتم فيها تصغير المعدة عن طريق جراحة المنظار عن طريق الفم. وتتم تحت التخدير الشامل وهي تقنية قيد التجربة والدراسة وقد فشل أغلب المرضى الخاضعين لها في فقدان كمية كبيرة من الوزن.

Obesidad Mórbida en Centro Laparoscópico Dr. BallestaObesidad Mórbida en Centro Laparoscópico Doctor BallestaObesidad Mórbida en Centro Laparoscópico Doctor Carlos Ballesta

قنيات الحد من الامتصاص

يتم تقليص المعدة وترك 500 سم مكعب منها. ثم يتم قص الإثنا عشر وهي أول قسم من الأمعاء الدقيقة ووصله مع القولون بمسافة إلى 60 – 100 سم. وتحويل إفرازات غدة المرارة والبنكرياس إلى هذه المنطقة وبذلك يتم التقليل من امتصاص المواد الغذائية وبالتالي فقدان الوزن.

تمنع هذه الجراحة المريض من اكتساب الوزن المفقود من جديد وهي التي أبرزت أفضل النتائج حتى يومنا الحالي.

لكن مشكلة هذه العملية أنها تؤدي إلى فقدان الكثير من المواد الغذائية الهامة من الجسم كالفيتامينات والزيوت والكالسيوم والحديد ...إلخ. بالإضافة إلى التسبب بحالات إسهال زائدة عن حدها. ويجب على المريض الخاضع لهذه العملية تناول الفيتامينات طوال حياته.

وبسبب ظهور هذه الأعراض على المرضى في أغلب الحالات يفضل الأطباء في يومنا الحالي القيام بالعمليات المختلطة.

Obesidad Mórbida en Centro Laparoscópico Dr. Ballesta

التقنيات المختلطة: الباي باس المعوي

جراحة الباي باس المعوي هي عبارة عن تقنية مختلطة يتم تقليص المعدة فيها بشكل كبير كما في عمليات التقليص

 التقليدية (وبذلك يتناول المريض كميات أقل من الطعام) ومن ناحية خفض الامتصاص يتم تشكيل جسر بين المعدة والأمعاء يصل طوله إلى 250 سم تقريباً (وتنقص بذلك مساحة امتصاص المواد الغذائية) دون تسبيب الأخطار على المريض ونقص المواد الغذائية المسببة في العملية المذكورة سابقاً وبذلك يتم فقدان وزن المريض بشكل منتظم ومضمون.

 

ليس من الضروري في هذا النوع من العمليات تزويد الحمية الغذائية بالفيتامينات والزيوت بل يقوم المريض بتحاليل سنوية لمراقبة مستويات العناصر الغذائية في جسمه قبل تناول أي نوع من الفيتامينات الإضافية على حميته.

 

تعد هذه العملية من العمليات الأكثر نجاحاً وانتشاراً في العالم ونحصل على أفضل النتائج في حالات البدانة المرضية باستخدام تقنية المنظار مع هذه العملية وهي ما نسميه بالمعيار الذهبي في مجال جراحة البدانة.

Gold Standard

Obesidad Mórbida en Centro Laparoscópico Dr. Ballesta