مرض السكري نوع اا

يعتبر مرض السكري من النوع الثاني من الأمراض الأكثر شيوعاً و الاكثر تعقيداً التي يتعرض لها الإنسان في يومنا الحالي. ولا يلم بمخاطره وتعقيداته إلا المريض المعاني منه وأفراد عائلته.

ازداد انتشار هذا المرض في الأعوام الأخيرة بين السكان ويُرفق عادة بزيادة في الوزن والبدانة. أعلنت منظمة الصحة العالمية بتوقع إصابة 310 مليون شخص في العالم بداء السكري في عام 2030 وأغلبهم يعانون من البدانة في نفس الوقت. مما سيؤدي إلى ارتفاع تكاليف العلاج الباهظة التي لن تستطيع الحكومات تحملها وأنظمة التأمين الشعبي الخاصة بها.

ينتشر داء السكري من النوع الثاني  في اسبانيا بنسبة 10-15% بين السكان فوق عمر 18 عاماً وهو ضعف عدد المرضى تحت سن 15 عاماً. وتشير الاحصاءات أن هناك 6 ملايين اسباني تقريباً مصاب بمرض السكري من النوع الثاني بين عمر 30 و 65 سنة و 5 ملايين حالة تقريباً تترافق بالبدانة في نفس الوقت.

من المعروف بين العامة أن مرض السكري هو داء مزمن وحاد يجبر المريض على الامتناع عن تناول السكر وأنواع معينة من الأطعمة وحقن الأنسولين باستمرار.

لماذا يعتبر داء السكري مرضاً خطيراً؟

يسبب مرض السكري العديد من الأمراض الإضافية ويؤثر على أعضاء الجسم ووظائفه ومن آثاره:

انسداد وتكلس الشرايين والأوعية الدموية:

نقص التروية في جميع الأعضاء والأنسجة (منع وصول الدم إليها) والذي بدوره يسبب ضرراً مزمناً وموت بعض هذه الأعضاء والأنسجة. بالإضافة إلى آلام في الأطراف والأرجل والذي قد يتحول إلى ما يسمى بالغرغرينة في القدمين والأصابع مما قد يؤدي إلى بتر الأطراف أو أجزائها  إن ساءت الحالة.

أمراض قلبية مزمنة:

كنتيجة لانسداد الشرايين وتكلسها وارتفاع ضغط الدم, يتعرض مريض السكري إلى خطر الإصابة بجلطات قلبية مختلفة الحدة وسكتات دماغية.

تعطل عمل ووظائف الكليتين:

يؤثر مرض السكري على الكلى ويؤدي إلى تعطل عملية تصفية البول وتوقف الكلى عن أداء وظائفها بشكل صحيح والحاجة إلى غسلها و حتى إعادة زرع الكلى في بعض الأحيان.

البصر والعينين:

يؤثر المرض على شبكية العين وأجزائها مما يؤدي في النهاية إلى فقدان البصر التدريجي والعمى الجزئي أو الكلي.

المخاطر الأخرى:

يشكل السكري خطراً كبيراً على الكبد والبنكرياس والجهاز الهضمي ويرفع نسبة الكولسترول في الدم ويسبب ارتفاع ضغط الدم عند المريض, بالإضافة إلى قائمة لا نهاية لها من الأضرار المرتبطة بهذا المرض والتي يعرفها الأطباء بشكل جيد....

والخبر العظيم اليوم هو أنه: يمكن الشفاء من داء السكري في يومنا الحالي عن طريق عملية جراحية!

 

هل هذا صحيح؟ كيف يمكن الشفاء من مرض كهذا؟

عندما بدأنا بالقيام بالعمليات الجراحية لعلاج البدانة منذ ثلاثة عقود تقريباً وفي أغلب الحالات كان مرضانا يعانون من السكري في نفس الوقت, تأكدنا من علاجهم من هذا الداء بعد العملية وتحققننا كذلك من أن العمليات التي تحد من مرور الطعام في الإثنا عشر  والبنكرياس ,وهي الغدة المسؤولة عن تسبيب هذا المرض, هي العمليات التي تساعد على الشفاء من داء السكري وبذلك هي أكثر فائدة من تلك التي يختصر مفعولها على فقدان الوزن.

بعد هذا الاكتشاف المذهل بدأنا بأبحاث ودراسات عديدة وضحت أن منع مرور الغذاء في الإثنا عشر والبنكرياس يؤدي إلى إيقاف إفراز كمية كبيرة من الهرمونات التي تسبب  توقف عمل غدة البنكرياس والإصابة بمرض السكري فيما بعد.

سبب الاكتشاف السابق ثورة في مجال علاج داء السكري في اسبانيا في الأعوام الأخيرة عن طريق هذه العملية الجراحية التي عدلنا تقنياتها وتأكدنا من نتائجها ونجاحها.

سميت هذه العملية بعملية متلازمة الأيض, وهي عملية شبيهة بعملية الباي باس أو تحويل المسار المعروفة في العالم في يومنا الحالي. لكنها تقنية مختلفة تماماً تهدف إلى العلاج من داء السكري وليس فقدان الوزن كالعملية السابقة. مع أن المريض يفقد بعض الوزن بعد العملية لكن الأساس هو علاجه من مرض السكري من النوع الثاني دون تغيير كبير في حميته الغذائية العادية. والعملية ليست مخصصة للأشخاص البدينين فقط, لأن الكثير من مرضى السكري لا يعانون من ارتفاع في وزنهم.

فيما تتلخص هذه العملية؟

تم نشر الكثير من المقالات و المعلومات حول جراحة متلازمة الأيض عبر وسائل الاتصال المختلفة في الأيام الأخيرة وخصوصاً بعد المؤتمر الدولي السادس عشر حول جراحة متلازمة الأيض المنعقد في هامبورغ حيث تم الاعتراف بمركزنا الطبي كمركز طبي رائد في هذا المجال.

تتلخص تقنية هذه العملية في تعديل ممر الجهاز الهضمي وتحويل خط مرور الأطعمة عن منطقة إفرازات غدة البنكرياس, دون التأثير على عملية امتصاص المواد الغذائية بشكل صحيح. ويتحدد تأثيرها بشكل خاص على المنطقة التي يسميها الجراحون بممر غدة المرارة.

تجرى هذه العملية الجراحية بتقنية المنظار التي تساعد على معافاة المريض واسترداد نشاطه اليومي بشكل سريع وتخفف من نسبة الإصابات والالتهابات والمشاكل التي تسببها العمليات التقليدية المفتوحة.

تشفي "جراحة متلازمة الأيض" المريض من داء السكري وأمراض أخرى متعلقة به كارتفاع ضغط الدم والكولسترول والدهون الثلاثية وخطر الجلطة والأمراض القلبية والسكتة الدماغية ودهون الكبد وانسداد الشرايين والأضرار المستقبلية على العينين ووظائف الكليتين...إلخ.

متى يمكن القيام بهذه العملية؟

قبل اتخاذ القرار حول إجراء العملية للمريض علينا إجراء فحوص شاملة خاصة للتأكد من نجاح العملية وإمكانية إجرائها للمريض. تشمل هذه الفحوص على العديد من المراحل التي نذكرها في قسم "فحوص شاملة ما قبل العملية"  ومنها تحليل دم خاصيوضح نسبة المخزون البنكرياسي لدى المريض أي نسبة تعطل غدة البنكرياس لديه والأجسام المضادة ويتم تقرير إجراء العملية بعد التأكد من نجاحها بنسبة 98%. 

بعد عدة مؤتمرات واجتماعات لدراسة هذا الموضوع , أولها تم انعقاده في روما عام 2009 والثاني في لوس أنجلس عام 2010 يمكننا التأكيد أنه يمكن علاج مرض السكري من النوع الثاني بعملية واحدة فقط.

تعتمد نتائج العلمية على نوع المرض الذي نقوم بشفائه وعلى مدة الإصابة بهذا المرض ومدى خطورته وكمية الأدوية التي يستعملها المريض لعلاجه.

مثال على ذلك: من الأسهل شفاء مريض يتناول حبوب لعلاج مرض السكري من مريض يحتاج إلى حقنات الأنسولين.

وقد وضحنا في صفحة البلوك أن نسبة الشفاء تصل إلى 75% في الأشهر الستة التالية بعد العملية وإلى 85% في العامين التاليين وقد تم إعطاء نسب شفاء تصل إلى 98% في مؤتمر الصحة الدولي السادس عشر المنعقد في هامبورغ بين 31 أغسطس إلى 3 سبتمبر 2011.

 فيما يلي بعض الشروط التي تضمن أفضل النتائج:

سن المريض: بين 30 و 65 عاماً.

المرضى المصابون بداء السكري من النوع الثاني, علاج بأدوية مضادة للسكري عن طريق الفم.

المرضى المصابون بداء السكري من النوع الثاني, معتمد على الأنسولين منذ أقل من 7 أعوام

.(HbA1c > 8.0%)

المرضى المصابون بداء السكري من النوع الثاني أقل من 10سنوات.

مرضى السكري بمخزون بنكرياسي كافي

.(peptide C ≥ 1 ng/ml)

مضادات حيوية ومضادات خلايا بنكرياسية سلبية

.(ICA, IA-2, GAD 65 K)

 بدانة مسببة بداء السكري من النوع الثاني

(IMC> 30 kg/m2)

 

 

من هم المرضى الواجب قيامهم بهذه الجراحة وأين عليهم القيام بها؟

مرضى السكري من النوع الثاني والمعانين من ارتفاع الضغط والكولسترول وآثار جانبية والأمراض المذكورة سابقاً.

تظهر هنا أهمية المراكز الرائدة المختصة في علاج البدانة والسكري والأمراض المتعلقة بها وذلك لسببين:

ضمان العلاج على يد فريق مختص خبير في هذا النوع من الأمراض (جراحين, أطباء, ممرضين ..........إلخ).

يتم ضمان النتائج ومراقبتها من قبل لجان دولية مما يشكل ضماناً هاماً للمريض الذي يقرر إجراء هذه العملية.

 

وباختصار: ننصح المريض المصاب بمرض السكري من النوع الثاني استشارة مركز رائد مختص للتحقق من إمكانية علاج مرضه عن طريق هذه العملية الجراحية قبل الشروع واتخاذ أي قرارات في هذا المجال.